تستعد خرائط جوجل لإحداث ثورة في التنقل السيارات من خلال تقنية مبتكرة تهدف إلى رصد جودة الطرق تلقائيًا. وفقًا لبراءة اختراع قدمتها جوجل في عام 2012 ونُشرت في عام 2015، ستجمع أجهزة استشعار مدمجة في المركبات بيانات عن الاهتزازات لتحديد الحفر والعيوب الأخرى في الطرق. هذه البيانات، إلى جانب تحديد المواقع عبر نظام GPS، ستتيح للتطبيق اقتراح مسارات تتجنب الطرق التالفة، مما يوفر قيادة أكثر سلاسة وأمانًا.
تعتمد الفكرة على استخدام أجهزة الاستشعار الموجودة بالفعل في العديد من المركبات الحديثة، مثل تلك المدمجة في أنظمة التعليق أو أنظمة التشخيص المدمجة (OBD-II). عندما تواجه المركبة حفرة، تكتشف أجهزة الاستشعار الاهتزازات العمودية، وتُنقل هذه البيانات إلى خادم مركزي عبر اتصال الإنترنت. يمكن لخرائط جوجل بعد ذلك تحليل هذه المعلومات لإنشاء تقارير عن جودة الطرق وتحسين المسارات، مما يقلل من تآكل الإطارات وأنظمة التعليق، وبالتالي تكاليف الصيانة للسائقين.
تمثل هذه التقنية تقدمًا كبيرًا مقارنة بتطبيق Waze، وهو تطبيق التنقل المجتمعي الذي تمتلكه جوجل أيضًا. حاليًا، يعتمد Waze على تقارير المستخدمين اليدوية للإشارة إلى الحفر أو المخاطر الأخرى. من خلال أتمتة هذه العملية باستخدام أجهزة الاستشعار، يعد تطبيق خرائط جوجل بجمع بيانات أسرع وأكثر دقة وأقل اعتمادًا على التدخل البشري. يمكن أن يحسن ذلك تجربة السائقين، كما يمكن أن يفيد راكبي الدراجات والمشاة من خلال اقتراح مسارات تناسب احتياجاتهم.
بخلاف الفوائد للسائقين، قد يكون لهذه الابتكارات تأثير اجتماعي أوسع. يمكن مشاركة البيانات التي يتم جمعها مع السلطات المحلية لتحديد الطرق التي تحتاج إلى إصلاحات، مما يساهم في إدارة أفضل للبنية التحتية للطرق. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تكلف الحفر حوالي 6.4 مليار دولار سنويًا للسائقين في الإصلاحات، وفقًا لـ AAA. وبالتالي، يمكن لهذه التقنية أن تقلل من هذه التكاليف مع تحسين السلامة على الطرق.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذا المشروع لا يزال في مرحلة براءة الاختراع. كما يشير موقع Autoblog، لا تضمن براءة الاختراع التنفيذ الفوري، حيث غالبًا ما تسجل الشركات براءات اختراع لحماية أفكارها دون بالضرورة تنفيذها. ومع ذلك، تتماشى هذه المبادرة مع جهود جوجل المستمرة لتطوير خدمات التنقل، خاصة لمشاريعها المتعلقة بالمركبات ذاتية القيادة، حيث تكون المعرفة الدقيقة بحالة الطرق أمرًا حاسمًا.
في انتظار التكامل المحتمل في خرائط جوجل، يمكن للسائقين الاستمرار في استخدام Waze لتلقي تنبيهات حول حالة الطرق، على الرغم من أن هذه التنبيهات تعتمد حاليًا على المساهمات اليدوية. إذا نجحت جوجل في نشر هذه التقنية، فقد لا تغير تجربة القيادة فحسب، بل قد تعيد تعريف كيفية استخدام بيانات الطرق لتحسين تنقلاتنا اليومية.