أطلق إيلون ماسك يوم 27 أكتوبر 2025 النسخة الأولية من منصة “غروكيبيديا”، وهي موسوعة إلكترونية جديدة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي “غروك” الذي طوّرته شركته xAI. يأتي هذا المشروع كرد فعل على انتقادات ماسك المتكررة لويكيبيديا، التي يصفها بأنها “منحازة سياسيًا” وتخضع لتأثير “النشطاء اليساريين”. ويعد ماسك بأن تكون غروكيبيديا أكثر حيادية ودقة، معتمدًا على قدرات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى وتنظيفه من “الدعاية”.
المنصة حاليًا بسيطة التصميم: شريط بحث واحد باللغة الإنجليزية فقط، وتحتوي على نحو 900 ألف مقالة، أي أقل بكثير من ويكيبيديا. لكن اللافت أن جزءًا كبيرًا من المحتوى مستمد في البداية من ويكيبيديا نفسها، مع تعديلات وإعادة صياغة. ويؤكد ماسك أن الاعتماد على ويكيبيديا سيُوقف بنهاية العام، لتصبح الموسوعة مولدة بالكامل بواسطة غروك.
لكن المحتوى يظهر بوضوح توجهًا سياسيًا واضحًا. فمقالة إيلون ماسك تبرز “رؤيته لحماية الوعي الإنساني” دون ذكر الجدل حول إيماءته المثيرة للجدل في يناير 2025. أما مقالة جو بايدن فتركز على “الفشل الواضح” في سياساته، بينما تتجاهل مقالة دونالد ترامب قضاياه القانونية وهدايا الطائرة القطرية. وحركة “حياة السود مهمة” تُصوَّر بشكل سلبي، مما أثار اتهامات بأن المنصة تعكس آراء ماسك الشخصية أكثر من الحياد المطلق.
ردت مؤسسة ويكيميديا بتهكم خفيف، مؤكدة أن “المعرفة الحقيقية تبقى بشرية”، وأن حتى غروكيبيديا تحتاج إلى ويكيبيديا لتبدأ. ومع تراجع زيارات ويكيبيديا بسبب انتشار الذكاء الاصطناعي والفيديوهات القصيرة، يبدو أن المنافسة لم تعد على المحتوى فقط، بل على مستقبل المعرفة نفسها. هل تنجح غروكيبيديا في جذب الجمهور؟ النسخة 1.0 القادمة ستكون الفيصل.

