أدخل إنستغرام تعديلًا جديدًا على شروط استخدام خاصية البث المباشر، حيث أصبح من الضروري أن يمتلك المستخدم ما لا يقل عن 1000 متابع ليتمكن من إطلاق بث مباشر. هذا التغيير، الذي تم تطبيقه بهدوء في يوليو 2025، يعكس تحولًا استراتيجيًا لشركة ميتا، التي تسعى إلى تعزيز تجربة المحتوى من خلال دعم المبدعين ذوي الجماهير المستقرة، مع تقليل المخاطر المرتبطة بالبثوث غير المراقبة.
في السابق، كان بإمكان أي مستخدم، بغض النظر عن عدد متابعيه، استخدام خاصية البث المباشر على إنستغرام، مما شكل فرصة ذهبية للمبدعين الناشئين، الفنانين المستقلين، والشركات الصغيرة للتواصل المباشر مع جمهورهم. أما الآن، فإن الحسابات التي تمتلك أقل من 1000 متابع ستضطر إلى الاعتماد على أدوات أخرى مثل مقاطع “ريلز“، القصص، أو المنشورات التقليدية لتنمية قاعدتها الجماهيرية قبل الوصول إلى البث المباشر. هذا القيد يتماشى مع سياسات منصات أخرى مثل تيك توك، التي تشترط 1000 متابع، ويوتيوب، التي تطلب 50 متابعًا للبث من الهواتف الذكية.
وتهدف ميتا من خلال هذا التغيير إلى تحسين جودة التجربة على المنصة من خلال تقليل البثوث ذات الجودة المنخفضة أو ذات الجمهور المحدود، والتي تستهلك موارد كبيرة من النطاق الترددي والخوادم. كما يساعد هذا القيد في الحد من المحتوى غير المناسب، مثل الرسائل العشوائية أو البثوث التي تحتوي على مواد غير لائقة، والتي غالبًا ما تكون مرتبطة بالحسابات الجديدة. على سبيل المثال، الحسابات التي تُحظر بسبب انتهاك القواعد ستحتاج إلى استعادة عتبة الـ1000 متابع لتتمكن من البث مجددًا، مما يعزز جهود الرقابة.
أثار هذا القرار ردود فعل متباينة بين المبدعين، حيث عبر العديد منهم على منصة X عن استيائهم، معتبرين أن هذه الخطوة تمييزية ضد المبدعين الجدد. كانت البثوث المباشرة أداة حيوية للحسابات الصغيرة، حيث تتيح تفاعلًا فوريًا وزيادة في الظهور دون الحاجة إلى مواجهة تحديات الخوارزميات التي تفضل المحتوى الفيروسي. هذا القيد قد يدفع المبدعين الناشئين إلى الاستثمار أكثر في الإعلانات المدفوعة أو التعاون مع حسابات أخرى للوصول إلى العتبة المطلوبة.
تسعى ميتا إلى تحويل إنستغرام إلى منصة أكثر احترافية، حيث تُمنح أدوات مثل البث المباشر للحسابات ذات الجماهير الكبيرة، مما يدعم نموذج الإيرادات من خلال ميزات مثل الشارات أو الاشتراكات. لكن هذه الاستراتيجية قد تدفع بعض المستخدمين إلى البحث عن منصات بديلة مثل تويتش أو بي ريال، التي لا تزال تقدم خيارات بث مباشر دون شروط صارمة.
بالنسبة للمبدعين الذين لم يصلوا بعد إلى 1000 متابع، ينصح إنستغرام بالتركيز على إنتاج مقاطع “ريلز” جذابة، استخدام القصص لتعزيز التفاعل، والتعاون مع حسابات أخرى لزيادة الظهور. أما بالنسبة للشركات، فيمكنها اللجوء إلى مقاطع مسجلة مسبقًا أو الشراكة مع مؤثرين مؤهلين للحفاظ على حضورها في البث المباشر. يعكس هذا التغيير طموح ميتا لجعل إنستغرام منصة متميزة، لكنه قد يؤدي إلى استياء بعض المستخدمين المخلصين في عام 2025.
