حققت شركة مايكروسوفت إنجازاً تاريخياً بوصول قيمتها السوقية إلى أكثر من 4 تريليون دولار، لتصبح ثاني شركة عالمية تحقق هذا الرقم بعد إنفيديا. جاء هذا الإنجاز بعد إعلان الشركة عن نتائج مالية قوية للربع الأخير من السنة المالية 2025، مدعومة بنمو ملحوظ في قطاعي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
شهدت أسهم مايكروسوفت ارتفاعاً بنسبة 8.6% في تداولات ما قبل افتتاح السوق، لتصل إلى 557.34 دولار للسهم، مما رفع قيمتها السوقية إلى حوالي 4.14 تريليون دولار. هذا النمو يعكس ثقة المستثمرين في استراتيجية الشركة، خاصة مع الطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية “أزور” التي سجلت إيرادات سنوية تجاوزت 75 مليار دولار، بزيادة 34% عن العام السابق.
خلال الربع المنتهي في يونيو 2025، سجلت مايكروسوفت إيرادات إجمالية بلغت 76.4 مليار دولار، بنمو 18% مقارنة بالعام السابق، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 73.8 مليار دولار. كما ارتفعت الأرباح الصافية بنسبة 23.6% إلى 101.8 مليار دولار للسنة المالية بأكملها، مدفوعة بأداء قوي في خدمات الذكاء الاصطناعي و”أزور” التي ساهمت بنسبة 39% في النمو.
تعززت مكانة مايكروسوفت بفضل استثماراتها الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، خاصة من خلال شراكتها مع “أوبن إيه آي“، التي عززت منصاتها مثل “أوفيس سويت” و”أزور” بتقنيات متقدمة. ومع ذلك، تواجه الشركة تحديات، حيث أثارت هيئة المنافسة البريطانية مخاوف بشأن هيمنتها في سوق الحوسبة السحابية، مما قد يؤدي إلى فرض قيود تنظيمية.
على الرغم من الأرباح القوية، أعلنت مايكروسوفت عن تسريح حوالي 15 ألف موظف خلال 2025، وهو قرار وصفه الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا بأنه “مؤلم” لكنه ضروري لإعادة هيكلة الشركة لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي. هذا القرار أثار نقاشات حول توازن الشركات بين الاستثمار في التكنولوجيا وإدارة الموارد البشرية.
تظل مايكروسوفت في منافسة قوية مع عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وأبل، حيث تتفوق “أزور” رغم تأخرها عن “أمازون ويب سيرفيسز” التي حققت إيرادات 107.6 مليار دولار العام الماضي. ومع استمرار الشركة في ضخ استثمارات ضخمة، بما في ذلك 30 مليار دولار في الربع الحالي، يتوقع المحللون استمرار نموها في ظل الطلب المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.