يواصل روفر كوريوسيتي التابع لوكالة ناسا إبهارنا بقدراته المتجددة على سطح المريخ. بعد 13 عامًا من هبوطه على الكوكب الأحمر، حصل الروفر على تحديث برمجي جديد يمنحه قدرات غير مسبوقة، مما يتيح له أداء مهام متعددة بذكاء وكفاءة أكبر، مع إمكانية اتخاذ قرارات مستقلة مثل الدخول في وضع السكون التلقائي لتوفير الطاقة.
في السابق، كان كوريوسيتي يعتمد على تعليمات دقيقة من الأرض لتنفيذ كل مهمة على حدة. الآن، وبفضل التحديث الجديد، أصبح بإمكانه الجمع بين عدة عمليات في وقت واحد، مثل القيادة وإرسال البيانات إلى مركبة مدارية، أو التقاط الصور أثناء استخدام ذراعه الروبوتية. هذه القدرة تقلل من استهلاك الطاقة، خاصة أن أنظمة التدفئة التي تحافظ على عمل الروفر في بيئة المريخ القاسية تتطلب طاقة كبيرة، وفقًا لما ذكره موقع ناسا الرسمي.
يعتمد كوريوسيتي على مولد حراري كهربائي يعمل بالطاقة النووية (MMRTG)، يستخدم حرارة تحلل البلوتونيوم لتوليد الكهرباء. لكن هذه الطاقة تتناقص تدريجيًا مع مرور السنوات، مما يضع المهندسين أمام تحدٍ دائم لإدارة الموارد الطاقية بعناية. بالإضافة إلى ذلك، تواجه المعدات الإلكترونية والميكانيكية ظروفًا قاسية من الغبار والإشعاعات وتغيرات درجات الحرارة، مما يجعل هذا التحديث خطوة حاسمة لضمان استمرارية المهمة.
مع التحديث الجديد، أصبح كوريوسيتي قادرًا على الانتقال إلى وضع السكون تلقائيًا بعد إكمال مهامه، دون الحاجة إلى أوامر من الأرض، مما يوفر الطاقة ويطيل من عمره التشغيلي. هذه الترقية تجعل الروفر أكثر كفاءة في استغلال موارده، مما يعزز من قدرته على مواصلة استكشاف التضاريس المريخية وتحليل الصخور بحثًا عن أدلة على حياة سابقة.
منذ هبوطه في أغسطس 2012، قطع كوريوسيتي مسافات شاسعة عبر فوهات ومنحدرات المريخ، مقدمًا بيانات وصورًا مذهلة كشفت الكثير عن تاريخ الكوكب الأحمر. هذا التحديث يعزز من دوره كأحد أكثر المستكشفات الفضائية متانة ونجاحًا. بينما يواصل كوريوسيتي رحلته، يبقى رمزًا للابتكار العلمي، ممهدًا الطريق لمهمات مستقبلية مثل تلك التي تخطط لها ناسا لإعادة عينات مريخية إلى الأرض.