أطلقت جوجل وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode)، وهي ميزة ثورية مدمجة في محرك بحثها، في 180 دولة وإقليم حول العالم، بما في ذلك دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذه الواجهة، التي تعمل بفضل نموذج Gemini 2.5، تتيح الإجابة على استفسارات معقدة بطريقة تفاعلية تشبه المحادثة، منافسة بذلك أدوات مثل ChatGPT و Claude. ومع ذلك، تظل الاتحاد الأوروبي خارج هذا التوسع حاليًا، ربما بسبب التشريعات الصارمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وحماية البيانات مثل GDPR.
يختلف وضع الذكاء الاصطناعي عن AI Overviews التي تعرض ملخصات في أعلى نتائج البحث، إذ يقدم تجربة مخصصة تفكك الأسئلة المعقدة إلى مواضيع فرعية، وتستكشف الإنترنت في الوقت الفعلي لتقديم إجابات شاملة مع روابط للمصادر. هذه الميزة متاحة عبر علامة تبويب خاصة في المتصفح أو تطبيقات iOS و Android، مما يعزز تجربة البحث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث بدأ التطبيق بالانتشار تدريجيًا خلال الأيام القادمة. ومع ذلك، فإن الوضع يقتصر حاليًا على اللغة الإنجليزية، مع وعد من جوجل بإضافة لغات أخرى مثل العربية والتركية قريبًا.
في سياق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمثل إطلاق وضع الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة، خاصة أن جوجل أكدت توفره في معظم دول المنطقة مثل السعودية، الإمارات، مصر، المغرب، والأردن. الميزة تتيح للمستخدمين طرح أسئلة معقدة، مثل مقارنة المنتجات أو التخطيط للرحلات، باستخدام نصوص أو صور أو حتى أوامر صوتية، مما يجعلها أداة مثالية للبحث الاستكشافي. وتشير الاختبارات الأولية إلى أن الاستفسارات في هذا الوضع أطول بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة باستفسارات البحث التقليدية، مما يعكس قدرتها على التعامل مع المهام المعقدة.
في الولايات المتحدة، يقدم الوضع ميزات تخصيص متقدمة لمشتركي برنامج Google Labs، حيث يعتمد على سجل البحث وتفاعلات Google Maps لتقديم اقتراحات مخصصة، مثل اختيار مطاعم تتناسب مع تفضيلات المستخدم. كما يتضمن الوضع ميزة القدرات الوكيلة (Agentic Capabilities) التي تتيح، على سبيل المثال، حجز طاولات في المطاعم بناءً على معايير مثل الموقع، نوع المطبخ، أو عدد الأشخاص. هذه الخدمة متاحة حاليًا لمشتركي Google AI Ultra في الولايات المتحدة، لكن جوجل تخطط لتوسيعها لتشمل حجوزات التذاكر والخدمات المحلية، مما قد يكون مفيدًا لاحقًا في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
على الرغم من عدم دعم اللغة العربية حاليًا في وضع الذكاء الاصطناعي، إلا أن جوجل قدمت بالفعل دعمًا للغة العربية في ميزة AI Overviews في أكثر من 200 دولة، بما في ذلك دول المنطقة، مما يشير إلى خطط مستقبلية لتوسيع الدعم اللغوي. في الوقت نفسه، أطلقت شركات منافسة مثل Meta مساعدات ذكاء اصطناعي تدعم اللغة العربية في دول مثل الجزائر، مصر، والمغرب، مما يضع ضغطًا على جوجل لتسريع دعمها اللغوي في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن السعودية تستعد لإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي محلي يُدعى علام، والذي يركز على البيانات العربية والثقافة المحلية، مما قد يشكل منافسة إقليمية.
تظل القيود التنظيمية في الاتحاد الأوروبي تحديًا أمام جوجل، مما يفسر غياب الوضع في هذه المنطقة. ومع ذلك، فإن التوسع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعكس التزام جوجل بجعل الذكاء الاصطناعي متاحًا وشاملًا، مع مبادرات مثل AI Opportunity Initiative التي تهدف إلى تدريب الملايين على مهارات الذكاء الاصطناعي في المنطقة بحلول 2030. ومع استمرار جوجل في تطوير هذه التقنية، يبدو أن مستقبل البحث الرقمي في المنطقة سيكون أكثر ذكاءً وتفاعلية.