الجمعة, سبتمبر 26, 2025
الرئيسيةالأخبارأخبار من الفضاءاكتشاف فلكي مذهل: سلسلة انفجارات أشعة غاما متتالية من مصدر واحد يحيّر...

اكتشاف فلكي مذهل: سلسلة انفجارات أشعة غاما متتالية من مصدر واحد يحيّر العلماء

في خطوة قد تغيّر فهمنا لأسرار الكون، أعلن علماء الفلك عن رصد سلسلة نادرة من انفجارات أشعة غاما القوية، والتي تُعدّ من أشدّ الظواهر عنفاً في الفضاء، حيث حدثت ثلاثة منها في غضون يوم واحد فقط من نفس المصدر البعيد. هذا الحدث الاستثنائي، الذي لم يُشاهد من قبل بهذه السرعة والقوة، يثير تساؤلات عميقة حول طبيعة النجوم الميتة والثقوب السوداء، ويُبرز تقدّم التلسكوبات الفضائية في كشف أسرار الكون البعيدة.

بدأ الأمر في 2 يوليو 2025، عندما أرسل تلسكوب فيرمي لأشعة غاما التابع لوكالة ناسا إشارة إنذار فورية بعد كشف الانفجار الأول، تلاه الثاني بعد ساعات قليلة، ثم الثالث في اليوم التالي. هذه الانفجارات، التي تنبعث من نجوم هائلة تنفجر في نهاية حياتها، تحمل طاقة تفوق إجمالي إنتاج الشمس على مدى مليارات السنين، وتصل إلينا من مسافات تصل إلى مليارات السنين الضوئية. بفضل التعاون الدولي، تمّ تتبّع هذه الظاهرة باستخدام مرصد فيرا سي. غوبرمان للتلسكوبات العملاقة في أوروبا، الذي أكّد موقعها في مجرة بعيدة، مما يساعد في فهم كيفية تشكّل هذه الوحوش الكونية.

يصف الباحثون الرئيسيون في الفريق، الذي يضمّ علماء من جامعة دبلن في أيرلندا وجامعة يوتا في الولايات المتحدة، هذا الحدث بأنه “غير مسبوق”، حيث يتحدّى النماذج التقليدية لانفجارات أشعة غاما التي عادةً ما تكون أحداثاً منعزلة. “هذه السلسلة المتتالية تشير إلى آليات جديدة ربما تتعلق بدمج ثقوب سوداء أو نجوم نيوترونية،” يقول أحد العلماء البارزين في بيان رسمي، مشدّداً على أنّ الظاهرة قد تكشف عن مراحل انتقالية في تطوّر النجوم الضخمة. وفقاً لتقارير من منظمة المنظمة الأوروبية للأبحاث الفلكية، فإنّ شدّة هذه الانفجارات تجعلها أقوى بمرتين من أي حدث مشابه سابق، مما يفتح أبواباً لدراسات حول توزيع العناصر الثقيلة في الكون.

إقرأ كذلك:   Xiaomi MIX Flip 3: إطلاق مبكر مع اتصال عبر الأقمار الصناعية في الأفق

رغم الإثارة، يظلّ الغموض يحيط بالمصدر الدقيق لهذه الانفجارات، حيث يُعتقد أنّها تنشأ من انهيار نوى نجمية هائلة أو تصادم أجسام كونية مدمرة. في سياق أوسع، تذكّر هذه الاكتشافات بأهمية مراقبة مستمرة للكون، خاصّة مع اقتراب إطلاق تلسكوبات جديدة مثل تلسكوب جيمس ويب المتطوّر، الذي قد يقدّم صوراً أوضح لهذه الظواهر في الشهور المقبلة. ومع ذلك، يحذّر الخبراء من أنّ تفسيرها الكامل قد يستغرق سنوات، نظراً للبُعد الهائل والتعقيد الفيزيائي.

تأتي هذه الظاهرة في وقت يشهد فيه علم الفلك تطوّراً سريعاً، مع زيادة في كشف الإشارات الراديوية السريعة والانفجارات اللامعة، كما حدث في اكتشاف أقوى نبضة راديو سريعة في أغسطس 2025 من مجرة قريبة نسبياً. هذه التراكمات من الاكتشافات تعزّز فهمنا للطاقة المظلمة والمادّة المظلمّة، لكنّها تُبرز أيضاً الحاجة إلى استثمارات أكبر في التكنولوجيا الفضائية لمواجهة التحدّيات مثل التداخل الجوّي والمسافات الشاسعة.

في النهاية، يُعدّ هذا الرصد خطوة نحو فكّ ألغاز الكون، ويُذكّرنا بأنّ الفضاء مليء بالمفاجآت التي قد تغيّر نظرتنا إلى الوجود نفسه. يُتوقّع أن يُنشر بحث مفصّل في مجلات علمية مرموقة قريباً، مما يدعو الجميع إلى متابعة التطوّرات، سواء كانوا هواة فلك أو متخصصين.

مصدر المقال

عبدالرحمان
عبدالرحمانhttps://www.abderrahmane.fr
مهووس بالتكنولوجيا منذ أن كانت أجهزة المودم تصدح في آذاننا، أدمج شغفي بعالم التقنية مع لمسات من الفكاهة (أحيانًا مشكوك فيها) لاكتشاف جوهر الابتكارات. عاشق للقهوة القوية وقوائم التشغيل المليئة بالحنين، أتنقل بين الشاشات الذكية وجلسات الألعاب القديمة برفقة أصدقائي الصغار، الذين لا يترددون في شرح معنى الـ"ميم" لي بكل حماس.
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الأكثر شهرة

احدث التعليقات