تواجه منصة ديسكورد، المفضلة لدى اللاعبين والمجتمعات الرقمية، خرقًا أمنيًا أثار قلق ملايين المستخدمين. تم اختراق شركة خارجية مسؤولة عن خدمة العملاء، مما أدى إلى تعريض معلومات حساسة لأشخاص تواصلوا مع الدعم للخطر. كشفت هذه القضية، التي أُعلن عنها في 3 أكتوبر 2025، أن عددًا محدودًا من المستخدمين تأثر بها، لكنها تثير تساؤلات حول إدارة البيانات الشخصية في التطبيقات الاجتماعية.
تشمل البيانات المنهوبة أسماء، أسماء مستعارة، عناوين بريد إلكتروني، تفاصيل فوترة مثل أربعة أرقام أخيرة من ب الائتمان، وحتى عناوين IP. وأكثر خطورة، تم اختراق صور هويات رسمية مثل جوازات السفر أو رخص القيادة لمن قدموا هذه الوثائق لتأكيد العمر. كما تسربت محادثات مع وكلاء الدعم وبعض البيانات الداخلية للشركة، مما يزيد من مخاطر التصيد الاحتيالي أو الابتزاز.
يبدو أن الحادث مرتبط بتنفيذ قانون الأمان الرقمي البريطاني، الذي دخل حيز التنفيذ في يوليو 2025، والذي يشترط على المنصات التحقق من أعمار القاصرين. هذا دفع المزيد من المستخدمين لتقديم وثائق هويتهم، مما جعل هذه البيانات عرضة للخطر. وقع الاختراق بين تلك الفترة وأوائل أكتوبر، واستهدف مقاولًا خارجيًا، وهو نقطة ضعف شائعة في مثل هذه الهجمات.
ردت ديسكورد بسرعة: تم قطع الوصول للشركة المتضررة، وأُطلقت تحقيقات بالتعاون مع خبراء الأمن السيبراني والسلطات، وأُرسلت إشعارات عبر البريد الإلكتروني للضحايا عبر عنوان مخصص. تؤكد الشركة أن التشفير من طرف إلى طرف يحمي الرسائل الخاصة، وأن هذا الاختراق لم يؤثر على الحسابات مباشرة. تداولت شائعات عن ابتزاز، لكن لم يتم تأكيدها بعد.
للمستخدمين، يجب اليقظة: راقب حساباتك البنكية، احذر من الرسائل الإلكترونية المشبوهة، وغير كلمات المرور إذا شاركت معلومات حساسة. يمكن لأدوات مثل إدارة كلمات المرور أو تنبيهات الائتمان أن تساعد. تذكر هذه الحادثة أن حتى العملاقات الرقمية تعتمد على شركائها، وأن الخصوصية لا تزال تحديًا مستمرًا.
في النهاية، يضع هذا العطب صعبًا أمام ديسكورد في إبراز التوتر بين اللوائح الواقية والمخاطر الرقمية. مع 200 مليون مستخدم نشط، يجب على المنصة تعزيز سلاسل إمدادها لاستعادة الثقة. نأمل أن تكون هذه التجربة درسًا لجعل الإنترنت أكثر أمانًا.